الوفاء بالعهد.........في البيعة الخاصة
1- البيعة بداية مع الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) . سورة الفتح
فالمشترى هو الله والبائع هو المؤمن والسلعة هى الجنة واثمن النفس والمال.
3- الله عز وجل لا يحتاج لأحد فى الطريق ولكن نشرف أنفسنا بالجهاد فى سبيله
عز وجل (......ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ
بِبَعْضٍ .....) سورة محمد
4-(وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ) سورة العنكبوت
( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ) سورة الفتح
(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ) سورة محمد .
يقول صاحب الظلال : إذا حدثتك نفسك أن تترك دعوة الله فاعلم أن الله قد أعد
لها من هو أفضل منك لكى يحل محلك .
ما يعين على الوفاء بالبيعة
1- التذكير الدائم وقوة الإرادة (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) سورة طه .2- الدعاء : اللهم يا مثبت القلوب و الأبصار ثبت قلبى غلى دينك .
3- مواجهة العقبات والصعاب : لقد رسخ الامام الشهيد الأساس الذى تواجه به الدعوة المعوقات وتتحصن به ضد الأعداء وتستند إليه فى تحقيق أهدافها من الإيمان العميق والتكوين الدقيق والعمل المتواصل مع ترسيخ أركان البيعة فى جميع أفراد الصف وحسن التوكل على الله واليقين والأمل فى تأييده ونصره. ونقطة الإنطلاق التى تحقق هذا هى الإيمان بالله والإرتباط بكتابه الكريم وبتحقق وحدة الصف والمنهج.
• وليس للأمة عدة فى هذه السبيل الموحشة إلاالنفس المؤمنة والعزيمة الصادقة والسخاء بالتضحيات والاقدام عند الملمات .
• ومن عوامل النجاح والصمود أمام هذه العقبات :
1- أننا برآء من المطامع الشحصية بعيدون عن المنافع الذاتية ونقصد إلا وجه الله وابتغاء مرضاته .2- قوة اليقين والأمل فإننا نترقب تأييد الله ونصرته , ومن نصره الله فلا غالب له .
3- قوة دعوتنا وحاجة الناس إليها ونبالة مقصدنا .
4- آمنوا بالله واعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه والاستناد إليه , فلا تخافوا غيره ولاترهبوا سواه وأدوا الفرائض واجتنبوا النواهى .
5- تخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات .
6- أقبلوا على القرآن تتدارسونه وعلى السيرة النبوية المطهرة تتذاكرونها .
7- كونوا عمليين لا جدليين فإذا هدى الله قوماً ألهمهم العمل .
8- تحابوا فيما بينكم واحرصوا كل الحرص على رابطتكم فهى سر قوتكم وعماد نجاحكم .
9- اسمعوا وأطيعوا لقيادتكم فى العسر واليسر والمنشط والمكره فهى رمز فكرتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم .
10- اثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين .
11- ترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأييده والفرصة آتية لاريب فيها .
ولقد كنت ومازلت أقول للإخوان فى كل مناسبة أنكم لن تغلبوا أبداً من قلة عددكم ولا من ضعف وسائلكم ولا من كثرة خصومكم ولا من تآلب الأعداء عليكم ,ولو تجمع أهل الأرض جميعاً ما استطاعوا أن ينالوا منكم إلا ما كتب الله عليكم , ولكنكم تغلبون أشنع الغلب , وتفقدون كل ما يتصل بالنصر إذا فسدت قلوبكم ولم يصلح الله أعمالكم,أو إذا تفرقت كلمتكم واحتلفت أراؤكم , أما مادمتم على قلب رجل واحد متجه إلى الله تعالى ,آخذ فى سبيل طاعته,سائر على نهج مرضاته فلن تغلبوا .
(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَ٣حْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)ال عمران
(وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) سورة محمد
يقول الدكتورالشيخ عبد الرحمن البر عن بيعة الإخون المسلمين
البيعة والمبايعة: عبارة عن المُعَاقَدة والمُعَاهدة بين
طرفين على أمرٍ ما، كأنَّ كلَّ واحد منهما باع ما عِنده من صاحبه، وأعطاه خالِصَةَ
نفسِه وطاعتَه في الموضوع محل المبايعة، والبيعة تنقسم قسمين: بيعة عامة، وبيعة
خاصة.
فالبيعة العامة: هي بيعة المواطنين للحاكم أو الرئيس، إذ لا بد للأمة من حاكم
يقيم الدين، وينتصف للمظلومين، ويستوفي الحقوق، ويقيم العدل، ويفصل بين السلطات،
وبيعة هذا الرئيس وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أخرجه مسلم: "مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ
بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"، ومن
صور هذه البيعة الانتخابات، فمن حاز على ثقة أغلبية الشعب في انتخابات حرة نزيهة فقد
انعقدت له البيعة من جميع المواطنين حتى الذين لم يعطوه أصواتهم، وتقتضي هذه
البيعة دُخُولَ المواطنين جميعًا تَحْتَ طَاعَةِ الحاكم في غير معصية الله،
وَعليهم أن يَسْمَعوا وَيُطِيعوا لَهُ فِي السِّرِّ والعلانية، وَلاَ يَعْتَقِدوا
خِلَافًا لِذَلِكَ، فَإِنْ أَضْمَرَ أحد المواطنين خيانة هذه البيعة والخروج عليها
بالسلاح فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً لِأَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْ فِي عُنُقِهِ
بَيْعَةً.وإذاً فهذه البيعة العامة للحاكم لا يجوز أن تُعطى لاثنين شرعًا، وهي ليست البيعة التي يبايع عليها الإخوان قيادتهم على الإطلاق، وليس المرشد العام في نظر الإخوان حاكمًا، ولا منازعًا للحاكم القائم على الإطلاق.
القسم الثاني: هو البيعة الخاصة، وهي بيعة على أمرٍ خاص غير الحكم، كالبيعة على التعاون في نشر الدين ونصرة القيم والأخلاق والعمل لإعزاز الدين وغير ذلك، وهذه يمكن أن تكون بين الحاكم وبعض رعيته ولا يلزم أن تكون عامة لجميع المواطنين، كما يمكن أن تكون بين أي مجموعة من الناس، وهذه البيعة يجب أن يلتزم بها مَن بايع عليها، فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، وقال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾، ويكون الالتزام أوجب إذا تعاهد أطراف هذه البيعة على الالتزام بفريضة الشورى فيما بينهم، كما هو الحال في جماعة الإخوان المسلمين. أما مَن لم يبايع هذه البيعة الخاصة فليس ملتزمًا بالوفاء بها.
فمما بايع عليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الناس بيعةً خاصةً: ما أخرجه مسلم عن جَرِير بْن عَبْدِ اللَّهِ قال: "بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ"، ومن ذلك ما بايع عليه النساء بعدم النوح، فقد أخرج الشيخان عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: "أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَيْعَةِ أَنْ لَا نَنُوحَ"، ومن لطائف روايات هذا الحديث: أن إحدى النساء امتنعت من هذه البيعة حتى تُجامل امرأةً في النياحة على ميتها، ثم جاءت فبايعت، فقد أخرج البخاري عن أم عَطِيَّةَ، قَالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَرَأَ عَلَيْنَا ﴿أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا﴾ وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ يَدَهَا، فَقَالَتْ: أَسْعَدَتْنِي فُلاَنَةُ أُرِيدُ أَنْ أَجْزيهَا (يعني ناحت على ميتٍ لي وأريد أن أفعل ذلك معها)، فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَيْئًا، فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا.
وهذه البيعة يمكن أن تُسمَّى عهدًا أو عقدًا أو اتفاقًا أو نحو ذلك، وليست معارضة على الإطلاق للبيعة العامة التي يعطيها المواطنون للحاكم، وفي السيرة للفزاري: قال أبو إسحاق الفزاري: قلت للأوزاعي: لو أن إمامنا أتاه عدو كثير فخاف على مَن معه فقال لأصحابه: تعالوا نتبايع على ألا نفر، فبايعوا على ذلك؟. قال: ما أحسن هذا. قلت: فلو أن قومًا فعلوا ذلك بينهم دون الإمام؟ قال: لو فعلوا ذلك بينهم شبه العقد في غير بيعة
وفّقنا ووفّقكم الله لنيل رضاه.
ردحذف