ركن الفهم الأصول العشرين الإمام الشهيد حسن البنا
شرح الأصل السادس
شرح :الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان
الأصل السادس
وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم ﷺ، وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع، ولكنا لا نعرض للأشخاص ـ فيما اختلف فيهـ بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم وقد أفضوا إلى ما قدموا .
الشرح: الرسول الكريم ﷺ وحده المعصوم من الخطأ ويُقبل كل ما يأمر به وينهي عنه لأنه كما قال الله تعالى: ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، وما عدا الرسول ﷺ يؤخذ منه ما وفق فيه إلى الصواب، ويترك منه ما لم يوفق فيه إلى الصواب، لأنه غير معصوم ولا مؤيد بالوحي وهذا القدر لا نعلم فيه اختلافاً بين أهل العلم والسلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم و من تبعهم بإحسان اجتهدوا في مسائل كثيرة، فما وافق منه الكتاب والسنة قبلناه وأخذنا به، وما لم يوفقوا فيه إلى الصواب أتبعنا فيه كتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ ولهم أجر المجتهدين في جميع الأحوال .
فهم بين أجرين إن أصابوا وبين أجر واحد إن لم يصيبوا، ونتولى جميعهم، ونترضى عليهم ولا نتعرض لأحد منهم يطعن أو تجريح فيما اختلفوا فيه من المسائل، ولا نستسيغ أبداً الطعن بالصحابة الكرام أو بواحد من الخلفاء الراشدين، فهم سادات الأولياء وجملة الدين وقد شرفهم الله جل وعلاء بصحبة نبيه ونقل دينه وقال فيهم النبي الكريم ﷺ : (لا تسبّوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه) .. ونعتقد أن ما جرى بينهم من اختلافات أدى بعضها إلى القتال كان ذلك كله باجتهاد منهم رضي الله عنهم أجمعين .
تعليقات
إرسال تعليق